رحلتي يا جدتي قبل الأوان...بقلمي صفاء...

رحلتي يا جدتي قبل الأوان...

جدتي...رحلتي إلى السماء...وعجلتي في الرحيل...
لا أذكر من ذلك المساء...سوى الصراخ والعويل...
مرت عشرة سنوات لم أرى فيها وجهك...إلى يوم غطاك التراب
و اليوم جدتي مازلت أبكي وأنوح...
عذرا جدتي لم أنسى قسوتك علينا...ومازلت إلى اليوم أضمد الجروح...
أراك دائما في عيون أبي...وأرفض أن أبوح...
أراك في دموع أمي...وأتذكر ذلك الماضي المذبوح...
لم أحضر جنازتك...ورفضت أن أتلقى العزاء...
كل أحفادك حضروا...لكني لم أستطع أن أسامحك يومها على سنين الشقاء...
حتى من إختاره قلبي...لم أخبره يوما عن خطيئة الجدة مع الإبن الزوجةوالأحفاد...
قدري أن أتظاهر بالفرح...وأخبئ دموعي عن عيون العباد...
أجل جدتي مازلت أذكر التفاصيل...مازلت أحفظ تلك التراثيل...
ما زلت أطرح نفس السؤال كل يوم...ألم يكن لقرارك أي بديل...
جدتي أعود إلى ألبوم صوري...لماذا لا أجد لكي أية صورة...
أعذريني جدتي نسيت ملامحك...وذاكرتي معذورة...
حتى ذلك المنزل الذي جمعنا لسنين...أخاف زيارته إلا إن كنت مجبورة...
فأشباح قسوتك مازالت تسكنه...ومشاعري بالخوف صارت مغمورة...
لا آسفة لم أنسى بعد ذلك الصباح...وتلك المشاهد القاسية...
لم أنسى ولن أنسى تلك التوسلات...ولا دموع أمي الغالية...
رحمك الله يا جدتي...وأسكنك جنات الفردوس العالية...
قد لا أصف لكي ألمي...لكن وسادتي تشهد أنني أسامحك ودموعي دليل...
أين رأسك اليوم لأقبله...علكي تداوين هذا القلب العليل...
آه آه يا جدتي كم عانيت ومازلت أعاني...من ذكريات الطفولة...
حتى الحبيب لم ينسيني فيها...بل زادني حيرة و هموما تقيلة...
سأرحل إلى السماءعلني أرتاح وأريحكم مني...فلا تنسوني بدعواتكم ولوكانت قليلة..
أتمنى أن تبقى روحي هنا لتحميكم...وتحقق أحلامكم مهما كانت مستحيلة...

بقلمي صفاء...