التربية الجنسية هي العمود الفقري لتكوين ملامح شخصية الطفل.فهي بوابة تمكنه من معرفة جسده و التعايش مع اعضائه و مناطقه الحساسة. وفي الوقت نفسه تعتبر ورقة رابحة تضمن له حماية نفسه من اي اعتداء قد يتعرض له من طرف انسان غريب.
للاسف ما زلنا في مجتمعنا المغربي لا نعرف قيمتها و ابعادها المستقبلية على حياة ا طفالنا. لذلك نجد نسبة قليلة جدا من الاباء الذين يحرصون على زرع و ترسيخ قيم التربية الجنسية السليمة في ثقافة اولادهم. وربما هذا الاهمال راجع بالاساس الى قيود *الحشومة و العيب* فاغلب الاسر تتفق على جواب واحد او بالحرى قصة ملفقة توارثتها عبر اجيال عديدة و بقيت عالقة في اذهاننا وهي انه بمجرد ما يسال الطفل عن كيف وجدنا و كيف خلقنا؟ و طبعا الجواب الذي لا يتغير و المدون في صفحات حياتنا * اننا و جدناك في المستشفى او امام المنزل او استيقظنا صباحا فوجدناك امامنا.....*
و هناك ارث اخر في اعرافنا ان البنت لابد ان تراقب و الولد يطلق لانه رجل...مع ان الواقع يثبت خطا هذه المقولة لان الذكور اصبحوا اكثرعرضة للاستغلال الجنسي من الاناث.لذلك فمن الاحسن ان تكون التربية قائمة على اسس واحدة بالنسبة للذكر و الانثى معا.
التربية الجنسية تعتبر جزءا مهما في حياة الطفل خلال نشاته .هذه المرحلة التي يجب ان ترتكز في جوهرها الاعمق على وجود لغة للتواصل بين الاباء و الابناء.لان هذه اللغة ستزيل بعض الغموض و تكشف اسرار داخلة دفينة . وايضا قد تساهم في حماية اطفالنا من كل رواسب مجتمعه المتعلقة بمفهوم الثقافة الجنسية التي تفرض عليه من جهات خارجية .لذلك يعتبر التواصل ورقة رابحة يجب على الاسرة التمسك بها من اجل ضمان حماية طفلها من الاصابة ببعض العقد النفسية التي قد تخلق لديه نوعا من العزلة و الخجل و الكبت في حياته المستقبلية.وفي احيان عديدة قد تجعله ضحية لبعض التصرفات البشعة و استغلال جنسي.
لذلك فمن واجب كل اسرة ان ترسخ في عقل الطفل البرئ معلومة مهمة مفادها ان جسمه هو شيء مقدس
و خاص جدا يمنع ي شخص الاقتراب منه ويجب ان يكون الشرح بطريقة حكيمة و متكررة.و لا ننسى انه في تعاملنا مع الطفل يجب ان يكون الحوار بلغة بسيطة لان التعمق في الاجالة عن بعض الاسئلة قد يخلق لديه نوعا من الاختلاط في المفاهيم و يشوه ملامح مفهوم الجنس لديه. و بالتالي يجب الاعتماد على الرد بجواب دبولماسي يتلائم مع تفكيره غير الناضج
وهناك نقطة مهمة في تربية الطفل ان القيم و اللغة و الخطاب يجب ان يكون واحدا سواء كان ذكرا او انثى.
تجدر الاشارة الى ان تربية التواصل يجب ان تكون مسؤولية مشتركة بين الابوين وليست حكرا على الام فقط لان طبيعة الابن تحتاج الى والده الذي يعكس له نموذج صورة رجولبة في حياته و بالتالي سيساعده ذلك في تكوين شخصيته والاجابة عن بعض الاسئلة و المفاهيم التي تتزاحم في مخيلته.
اذا على كل اسرة خلق جسر للتواصل في تربية الطفل يكون مثينا و بصفة دائمة.