أسِيرٌ بعيْنَيْهَا أنَا
أعْبُرُ الطُّرُقَ كُلَّ يومٍ
وأبْنِي بأوْطَانِها حُلُمٍ
يَكْمُنُ فِي قُرْبِهَا
وإحْتِضَانِهَا ..
والمَكْثُ بَصدْرِهَا ..
وإحْتِلالُ مسَاحة شَاسِعة بِقلبِهَا..
أحْلمُ بأنْ أكُونَ رجُلاً آخَرْ
أمْلأ ذاكرتها ..
وأَأْخُدُ كُلَّ أوْقَاتِهَا ..
أنْ أكُونَ عنوانُ أفْكَارِهَا ,
تَنْتَمِي لِي ..
وَ أنْتَمِي لَـهَا
أنْ أكُونَ وطنُهَا ..
كمَا هيَ الوطنُ بالنسبةِ لِي ..,
أيَا سيدةُ الجمَالِ
يتَدَفَّقُ الشَّوْقُ لكِ
منْ دهَالِيزِ الجسَدْ
تُسَافِرُ الأشْواقُ لكِ
بسُرْعَةِ البَرْقِ والرَّعدْ ..
كُلَّ ليلَةٍ ماطِرة
علىَ هيئةِ أشْعارِ
وخاطِرة ..
يُسَافِرُ لكِ حنِينِي
كُلَّ اللحظاتْ ..
كُلَّ الأوْقَاتْ..
بليالي الغيابْ
بلياليِ حُزْنِي وأنِينِي
فمتَىَ تأتِينَ يَا غائبة
متَىَ تأتينَ ..
.. وتُسْكنينِي
بأعْمَاقِ قلْبَكِ ..
وأكُونَ عنوانُ نَبْضَكِ
وحُبَّكِ ..
فأنْتِ ..
تَقْبَعِينَ بحناياَ الرُّوحِ
وتَسْكنينَ ...
بزواياَ قلْبِي المجرُوح
منْ زمنٍ مريرْ ..
يمُوتُ فِيهِ حُلْمُ الفقيرْ
تمُوتُ فِيهِ ..
رسَائِلَ الحُبِّ
وأشْعَارٌ ...
تُدْلَقُ منَ القَلْبِ
تمُوتُ فِيهِ ..
نظراتُ العيُونِ ..
والشَّوْقُ والحُبِّ الحنُونْ
تُطْعَنُ فِيهِ القلُوبَ
الوفِيَّة ..
وتَرْحَلُ عنَّا أرْواحاً ..
عزيزَةٌ علىَ النَّفْسِ
بَهِيَّة وزِدْ زَكِيَّة ..
أخَافُ منْ هذا الزَّمَنِ
يَا وطَنِي ..
يَا حُبِّي ...
ويَا أمَلِي ..
أخَافُ منْ غَدْرِ الزَّمَنْ
أخَافُ يَا حبِيبَتِي ..
أنْ تَضِيعِي منِّي
وأفْقِدُ عيُونكِ ..
يَا أنْثَىَ الشَّجَنْ
يَا رَائِحة الياسمِينِ
والزَّهْرِ ..
يَا قَارُورَةُ عطرْ
أخْشَىَ ذالِكَ يَا حبِيبَتِي ..
... تَرْحَلِينَ ...
وتُسَافِرِينَ .. للمَكَانِ البَعِيدْ
وتُكْتَبُ النِّهَايَةُ لِمَا أُرِيدْ ..
لاَ يَتَحَقَّقُ شَيْءٌ حِينَهَا
بالرُّغْمِ مِنْ أنَّنِي
أعْشَقُكِ منَ الورِيدِ
إلَىَ الوريدْ ..
يَصْعبُ علِّيَا حِينَهَا
خَلْعُ جِلْبَاب حُبَّكِ
يصعبُ علِّيَا نسْيَانكِ
والسَّيْرُ عَكْسَ طريقكِ
مَا فَائِدةُ الحياةِ حينهَا ..!
وما فائدةُ....
الأوقَاتِ .. واللَّحظاتِ
والشِّتاءُ والمطرْ
مَافَائِدةُ الهواءَ ..
إنْ فُقِدَتْ رَائِحةُ عِطْرِهَا
مَا فَائِدَةُ الكِتَابَةِ .. والشِّعْرْ
فأنَا لاَ أسْتَطِيعُ ..
العيشَ بدونِهَا ..
الخرُوجِ منْ تَحْتِ
جفُونِهَا ...
مُغَادَرِةِ عيُونِهَا ..
لاَ أسْتَطِيعُ النَّظَرْ ..
سَيَمْلؤنِي السَّهرُ ..
بلَيَالِي الشِّتَاءِ .. الغَابِرْ
وتَمُوتُ المشَاعِرْ ..
فَأنَا ...
لاَ أسْتَطِيعُ العيْشَ
بدونِهَا ..
الهرُوبِ منْ...
رائِحَةِ ثَوبِهَا.. وفتُونِهَا
لاَ أسْتَطِيعُ النَّظَرَ للحياةِ
العَيشُ فِي زهاءْ ..
ولا أسْتَطِيعُ مواصَلَة السَّيْرِ
ولا التَّحْلِيق بالعُلاَ ...
كالطَّيرْ ...
أخَافُ ... يَا عائِشَة
منَ الرَّحِيلِ والفُرَاقْ ....
أخَافُ منْ يَومٍ ..
يَكُونُ فِيهِ دَمْعِي رَقْرَاقْ ..
يَكُونُ فِيهِ الجسَدُ .. مُتَوَجِّعاً
مَكْسِياً بالتَّعَبِ والإرْهَاقْ ..
حَزِيناً ..
يَبْكِي لإفْتِقَادِ وطَنٍ كَانَ
فِيهِ أسِيراً ..
أخَافُ يَا عَائِشَة ..
مِنْ يَومٍ يُكْتَبُ فِيهِ
الفُرَاقْ ..
ونُقْذَفُ منْ حشْدِ العُشَّـآقْ ..
ونسْكُنَ بأعْمَـآقِ الحُزْنِ ..
وتَقْتُلُنِي تِلْكَ.. الأشْوَاقْ
,
بقلَمِي .. لأنْثَىَ قرأتُ فِي عَيْنَيْهَا .. الحياة والحُبُّ والعِشْقْ
2001/05/02