بدأت أقرأ هذه الإبداعات الدافئة فأحسست بإحساس غريب...وكأن ذلك المكان الذي جمعنا زرع في هذه القلوب نفس الأحاسيس، نفس المخاوف، ونفس الاحتياج. قد تكون الطرق مختلفة لكن الكل هنا تنادى بالحب، بالحزن والألم، بالفرح والاشتياق، بالعزلة والغربة....
مشاعر دافئة تخرج من أعماق قلوب حائرة، لا تدري هل هذه المشاعر فعلا حقيقة أم أنها مجرد خربشات على جدرانها، مهددة بالزوال عند أول زخة مطر تعصف بالمكان.
إذا جمعنا بين أربع حروف، بين الباء والحاء والراء والتاء، نجمع كلمة قد تبدو سهلة النطق،سلسة، لكنها أقل ما يمكن أن يقال عنها أن بإمكانها أن تزلل الوجود، ويمكن أن تكون سبب عاصفة تمحو تلك الخربشات التي رسمها القدر على جدران هذه القلوب... فيزول الدفئ وتتجمد المشاعر.
فالحيرة هي سبب كتابة "أمينة" لخاطرة سمتها لا أدري، وهي سبب غياب عناوينَ لخواطر "وفاء" وهي سبب حزن قلم "صفاء"، وهي أيضا سبب يأس "ياقوتة".....
حيرة تجعلنا نتساءل كلما أحسسنا بذرة فرح هل نعيش الحقيقة أم أننا نتوهم لأننا بطريقة أو بأخرى ألفنا الحزن حتى أصبح جزءا منا !!!!
فعلى ما الفرح إذا كان سيقودنا إلى نفس الحيرة، التي تُدخلنا إلى نفس العالم البارد المتجمد فينزع كل الدفئ من قلوبنا لنعود إلى نقطة البداية....الحزن
لكن الواقع يقول أن كل عضو مريض..عليل ..إستُحيل فيه الشفاء ليس له حل سوى البتر...إذن فلنبتر كل أسباب الفرح!!!!
نعم لنبتر كل الأسباب التي تحقق لنا ذلك الفرح الزائف الذي ما هو في الحقيقة إلا قناع لبسه الحزن مستعينا بالحيرة ليغرينا بدخول دوامته....
حتى وإن كان الأمر يحسسنا الفرح علينا بتره والاستغناء عنه، فقد أدْمنا هذا النوع من الفرح،وكحال أي مدمن لا بد أن يعاني في البداية، ستحس أنك محتاج إلى جرعتك الاعتيادية من ذلك الفرح، وستحس بأعراض قد تنعتها بالخطيرة، لكن هذه الأعراض كلها دليل على شفائك...
فقط تلزمك الإرادة ثم العزم على الشفاء واستخدام عقلك لإدراك حيل الفرح الزائف، فلا تترك له فرصة كي يخدعك ولا تسمح لعبيده باستدراجك، ابتر كل سبب يحقق لك تلك الفرحة الآنية واسعى دائما إلى الرقي...أطلب السعادة الأخروية تكن لك السعادة الدنيوية واجعل أعمالك خالصة لوجه الله يجعل أعمالك مقبولة عند خلقة ولا تنسى أن من خدعك مرة سيخدعك آلاف المرات لأن من كذب مرة انتفت عنه صفة الصدق ومن سرق مرة انتفت عنه صفة النزاهة ومن زنى مرة انتفت عنه صفة العفة....
فلا تترك أحدا يخدعك ولا تلغ تلك الآلة التي منحنا إياها الله لنميز بين الخبيث والطيب فالحياة عبارة عن لعبة، لا تتطلب ذكاءا خارقا ولا قوة تمييز، كل ما تتطلبه فقط بعض التفكير، فالبعد والجفاء والإهمال رموز علينا تفكيكها، والحب والاهتمام والحنان أيضا رموز، فقط حدد الخانة التي تريد أن تكون فيها وضع الطرف الآخر في الخانة التي اخترتها فإن كانت النتيجة سلبية إذن لابد من البتر دون كثير تفكير ودون الانصياع وراء ذلك الفرح الزائف الذي سيحققه لك، لأنه سيدخلك إلى تلك الدوامة نفسها...
هذه إجابة على كثير من التساؤلات تلقيتها من حبيباتي وصديقاتي،وسأجيب على باقي التساؤلات تدريجيا،فقط عليكن الاعتياد على طريقة كتابتي وتحمل إطالتي،وأنا متأكدة من أن الفكرة ستصل لأني لا أشك في ذكائكن.