وذلك بأربع دواوين شعرية كبيرة الحجم وكثيرة القصائد ، والتي تتجاوز الأربعين قصيدة شعرية في كل ديوان على حدة. ويتميز أيضا عن باقي الشعراء بتنوع المواضيع والأغراض الشعرية، حيث تتناول قصائده الشعرية معظم التيمات المعروفة والمطروقة في الساحة الثقافية الإبداعية الأمازيغية. كما يتفرد عن باقي الشعراء الآخرين بالرؤية الإسلامية القائمة على الزهد والتدين والتصوف الروحاني، بالإضافة إلى النزعة الإنسانية والإصلاحية والملمح الاعتدالي البعيد عن نزعات التطرف والشذوذ. وبذلك، يكون هذا الشاعر أول من كتبت عنه دراسة نقدية بمنطقة الريف تحت عنوان” من أعلام الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف- الشاعر الحسن المساوي-” من قبل الدكتور جميل حمداوي.
هذا، ويصدر الشاعر الحسن المساوي ديوانه الأخير” ءاسيرام/ الأمل” ، وذلك قصد تدشين تجربة شعرية جديدة وحداثية ، وخاصة على مستوى التشكيل الإيقاعي والموسيقي ، بعد أن نشر ديوان” ما تغيراس قانتو؟/ هل يعتقد أننا نسينا؟”(2002م)، وديوان”ءيخياق ءوجانا/غضبت السماء”(2008م)، وديوان ” مارمي غانيري/ متى سنكون؟)(2009م). وهكذا، يكون الحسن المساوي بكل جدارة واستحقاق أمير شعراء منطقة الريف كما وكيفا، وخاصة في مجال الشعر الكلاسيكي الأصيل.
إذا، ماهي مميزات التجربة الشعرية في ديوانه” ءاسيرام”؟ وماهي مكوناته الفنية والجمالية؟ هذا ما سنراه في هذه الورقة التحليلية.
المكــــونات الدلاليـــة:
من المعروف أن الشاعر الحسن المساوي قد تناول في ديوانه الشعري الجديد مجموعة من المواضيع التي تتجاوز ماهو محلي وجهوي إلى ماهو وطني وقومي وإنساني. كما تطرق في ديوانه إلى قضايا اجتماعية وثقافية وفنية واقتصادية وسياسية وهوياتية. ويعني هذا أن الشاعر قريب جدا من المشاكل التي يعيشها الإنسان العربي بصفة عامة والإنسان بصفة خاصة.
وهكذا، يصور الشاعر الحسن المساوي في ديوانه الشعري مأساة الطفولة الأمازيغية بمنطقة الريف، والتي تعاني فعلا من التهميش والإقصاء واليتم. حيث نلفي جل الأطفال اليتامى يتسكعون في الشوارع والطرقات يبحثون عن لقمة الخبز، يكابدون الفقر والفاقة والإملاق، ويتيهون في عالم محبط قوامه التيه والضياع والفقدان، ناهيك عن الانبطاح الوجودي وانحطاط القيم الأصيلة. وهنا، يقترب الشاعر الحسن المساوي في هذا الموضوع من الشاعرة الأمازيغية الريفية عائشة بوسنينة ، والتي نظمت الكثير من قصائد الطفولة في ديوانها الشعري” عاذ ءاخافي ثارزوذ/ ستبحث عني بلا شك”. وإليكم، الآن، مقطعا شعريا يجسد فيه الحسن المساوي الحياة السوداوية التي يعيشها الأطفال الضائعون والمشردون:
ءيْــحَــانْــجِيرَانْ ءيمَــازْيَــانَــانْ
ذَ- كْــزورايْ مَّـــانْـــدَارَانْ
دَّارَانْ نِــيغْ مُّـــوثَــــــانْ
ذَوْرانَ ذِيحَـــامَّــــارَانْ
قِّـــيـــمانْ ذ- كَّـــابْــرِيذَانْ
تّـــاتَّـــارَانْ ءيدوروثَــــانْ
ءادجُّـــوزاَنْ ءافُّـــــوذَانْ
ثْــغوري وَارَاقِّـــيـــرَانْ
ءاضْـــفانْ ءيكَــارُّوثَـــانْ
مَـــاسْــحَـــانْ ءيهَــــارْكوسَـــانْ
كما يتناول الشاعر معاناته الذاتية ومكابداته الشخصية ، وذلك من جراء الظلم الذي يعانيه في الواقع، فيحس الشاعر بالمهانة والذل والاحتقار والازدراء من قبل الآخر المتعالي عجرفة وتكبرا وغرورا. وبالتالي، يثور الشاعر على واقعه المشين والمتردي والمنحط، ويطمح إلى قيم بديلة وأصيلة:
ءاذَاقْنَــاغ ثِــيطَّاوينْ ءاضَــاوْذيغْ ذِيثََـيـرا
ءينِّــي تُــوغَا تاخْــسَاغْ نْدانايي ذِيبََـــــارا
ءاوْثِــينايي سَا- رَّاشْــرَاثْ بَـالْعَــانْ قَاع ثِيوورا
وَادجِّــي غا ذِيجومورْ ءورا ذِيجْ نَـــاثْوارا
ءاذَاخْريغْ دْ- شَــارا
حَا- ذْزاَذْغَـــاغْ ذِيرَاخْـــرا
يانْـــغايي ءوسَــاعْــقارا
ءيغَــاسْ نْــتَامارا؟
ثَــافْــقَاحْــتْ ثَاسْــثَـــوثَــرا
ءورينو ءيهَـــارا
ثوذاثْ قَاعْ ثَــاهْرورا
ويهتم الشاعر الحسن المساوي في ديوانه الشعري أيما اهتمام وعناية بالدين والزهد والتقوي ، مع الدعوة إلى تنقية الروح العرفانية من شوائب الجسد والدنيا الفانية، وذلك عبر توظيف الخطاب التعليمي القيمي. ففي قصيدته” ءاراندان/ رمضان”، مثلا، يستحضر الشاعر مناسبة حلول رمضان المبارك، فيصفها بالعظمة والإجلال، فيحث الناس على الإيمان الصحيح ، والتقوى الحقيقي ، والاستقامة الموصلة إلى الجنة ، وتمثل الهدي النبوي، والإسراع إلى فعل الخيرات قبل أن يحل العذاب الشديد:
يانْــقَــارْدْ خانَــاغْ ءويورْ ثِيواشَّا ذَا- رَّانْــدانْ
ءاثَـــانْزومْ ذِيرَاهْنا ءاثَانْـــــزومْ ذِيرَامـــــانْ
ءاثَـــانْزومْ ذَامَــــازْذاكْ ذَارْعُـــونْــصارْ نْ- وَامــانْ
ءانَــازَّادجْ ءانَـــاعْــبَــاذْ ءانَـــاوارْ زَ- كْمَـــانْــغانْ
ءانْــسْــريرْ ءورْ نَّاغْ ءانَـــازّاَرْ خَ- شِّــيطانْ
ويتطرق الشاعر أيضا إلى موضوع النضال والمقاومة والتحدي والصمود في وجه الأعداء والمستغلين، وينصح الشاعر جميع الناس بالمقاومة والمجابهة والمقاتلة والجهاد، ولو باستعمال الحجارة حتى يتحقق أمل الفرح، ويظهر المستقبل اليانع الذي نعيش من أجله:
ءاشْـــثي ءازْرو حَـــاجَّـــارْ
ءورْ ناغْ ءيعَـــامَّارْ
قاشْ يازْعَـــافْ ءوهَـــاكَّــارْ
ءيري شاكْ ذَامَـــازْوارْ
وِيتْــــغِـــيما ذَانَـــاكَّــارْ
نوحارْ غا ذَ- كْـــعَــافارْ
ءانَــاكْ قاعْ ثِــيزَامَّـــارْ
واغَانَــاغْ ءامَـــانْــعارْ
ءاشْــفانَــاغْ زَ- كْـــسَــاعْـــقارْ
هذا، ويرثي الشاعر في ديوانه الشعري أمه الحنون، والتي خصص لها قصائد عديدة ومتنوعة دلاليا وإيقاعيا كما في قصيدته” ءامي يامي”(ياأمي):
شحارْ ذْرَاوْجَـــاعْ .. ءامِّي يامِّي
شْحارْ ذاَنَـــاخْـبَــاضْ.. ءامِّي يامِّي
شحارْ ذَانَـــاخْــضَــافْ .. ءامِّي يامّي
شحارْ ضُــوضاوضْ.. ءامِّي يامِّي
شْحارْ ذانوضْ.. ءامِّي يامِّي
شحارْ ذَاعَــايَّــــاذْ .. ءامِّي يامِّي
شحارْ ذَامَـــاطَّا .. ءامِّي يامِّي
شحارْ ذَا- صْــبارْ ..ءامِّي يامِّي
شحارْ تِّــيــكَـــاسِّــيثْ .. ءامِّي يامِّي
كما يمجد الشاعر المرأة الريفية أما وبنتا وزوجة ومعشوقة ثناء وتعظيما وتغزلا؛ وذلك لأدوارها الهامة في بناء الأسرة الصالحة المثمرة والمبدعة والمنتجة، وتكوين الإنسان الأمازيغي تكوينا نضاليا صحيحا:
ءايا سيذي بابا والله تَّـــــاريـــــفَــاشْـــــتْ
مَارَا بوهَـــارْياغْ ءاوْيايي زَّاواشْــــــــتْ
ءازْري ءيزَارْياوانْ ءاماشْناوْ ثَرَافْــــثَـــاشْـــتْ
علاوة على ذلك، يتشبث الشاعر الحسن المساوي بالهوية الأمازيغية كينونة ووجودا ومصيرا واعتزازا وافتخارا، ويستعيد تاريخ بعض الشخصيات الأمازيغية ليدعو الأمازيغ إلى التمثل بها نضالا ومقاومة وكفاحا:
ءيني ناشْ ذْْ امَــازيغْ ذَايَّــاوْ مَــاسِـــينيـــسا
ناشينْ ذا ءينَــازْذَاغْ نوسَـــادْ ذِيمَــازْوورا
ياما تَّامورثْ ءينو ءايامَاسْ نَا- ثْمورا
ءاذْيََـــاشْــهَـــاذْ ءيومَــازْرويْ خْ- جَادِّيسْ نْ- حا نَّــا
ءاذْشَـــاهْـــذَانْ ءيحَــانْـــجِـيـرَانْ ءايَّــاوانْ نْ- يوبا
ءاذْشَـــاهْـــذَانْ ءيمَــاغْــناسْ ءيوادَّارَانْ ذِيبَــــارا
ياموثَــانْ ذِيرَاحْــبوسْ تْـــرَاجَـــانْ ثِيواشَّــا
ءيني ناشْ ذْمَـــازيغْ ءيني ناشين سَّـــــا
ءارِّيـــفْ تَّامورْثْ نَّــــاغْ ناشينْ ءانَــــانْــدَارْ ذا
هذا، ويتجلى التشبث بالإنسية الأمازيغية في مجموعة من قصائد الديوان إما بطريقة جزئية وإما بطريقة كلية كما في قصيدته الرائعة :” ءاريف”…
ومن جهة أخرى، يدعو الحسن المساوي إلى مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة كالعفو والتسامح كما في قصيدته” ءامنياخس/ اتركه”، والتشبث بالقيم الإنسانية الأصيلة كما في قصيدته” ءاياسيذي قادور/ سيدي قدور”، والتغني بالوطنية كما في هذا المقطع الشعري:
لْمَاغْريبْ ثمورثْ ءينو ناشْ ذَامّـــيسْ زِيرَابْـــدا
ءاجَــادجِّــــيــذْ موحاماذ يارِّيتْ قاعْ تَّــــنْـــهَـــــازَّا
سِيوارْ ءايَــامَـازْرويْ ءاغْـــميدْ تِّـــيواشَّــا
نْــقادْ خَـانَغْ تْفوشْـــتْ تْــسِـيـقْـسِـيـقْ ذَ- كْـــجَانا
ءاذِيفَــاحْ وورْ نَّــــاغْ حوما مَّارَّا نَــــــاهْــــنا
ونلاحظ أيضا لدى الشاعر الحسن المساوي التغني بالقيم القومية كالدفاع عن فلسطين السليبة، وخاصة البكاء على غزة الباسلة، وذلك من أجل تحريرها من قبضة العدو الصهيوني الغاشم:
غَازَّا ياغَــازَّا ءيذامانْ ذْرَابْحارْ
غَــازَّا ياغَازَّا هَاذْمانْ خامْ ءيذورارْ
غَــازَّا ياغَــازَّا ءاشَّانْ نَّامْ يامْغارْ
ءيماشْحارْ ذَامَاسْرَامْ رَاذِيجْ ءاثَانْ يانْقارْ
رَاذِيجْ ءاذْياسِّــيوارْ ءاذاسْ ييِني مَــاغارْ
ءانَاصْبارْ ءانَصْبارْ ءاناني ءانَاصْبارْ
ءولابودْ ءانَاضْحاشْ ءاذَاظْهانْتْ ثْيساقارْ
وعلى الرغم من الفواجع والمآسي التي يتغنى بها الشاعر، فإن له أملا أكيدا في استشراف الغد المأمول، ولاسيما إذا اقتدينا بروح المقاوم الكبير عبد الكريم الخطابي، وتمثلنا حياة الكفاح لدى كل المقاومين الريفيين والأمازيغ والعرب على حد سواء، والذين ناضلوا من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. ثم، سرنا، بالتالي، على منهج التحدي والعمل والصمود، وذلك من أجل إثبات هويتنا الموروثة، والدفاع عن ديننا وكينونتنا كما في هذا المقطع الشعري:
ءاري سوفوسْ ناشْ ءاخْبَــاشْ ءورا سوضارْ
ثِـــيقَّـــاتْ ءتَــاكَّــانْفا ءاذَاسْ نَــــامْحا راثـــارْ
ءاضِيفَاحْ ءوخَادَّامْ ءاضِيفَاحْ ءومَـــاحْضارْ
ءاضِيفَاحْ ءومَــاعْضورْ ءاضِيفَــاحْ ءومَـــاتَّارْ
ءاضِيفاحْ عابد لكريم ذموحاماذ ذَ- رْماوخْطارْ
غَــانَـــاغْ عاذْ ءاســيرَامْ غَانَـــاغْ عاذْ ءامَـــاهْــيارْ
غَــانَــاغْ عاذْ ثَــمَــادُّورثْ ذِيرِّيفْ عاذْ ءانَــاضهارْ
هذه هي مجمل المعاني والتيمات والمواضيع التي تغنى بها الشاعر في قصائد ديوانه الشعري إسهابا وتمطيطا وتفصيلا كما في باقي دواوينه الشعرية السابقة، كما يتفرد هذا الديوان أيضا برثاء أمه بكاء ونعيا ونحيبا ومأساة.
المكونـــات الحضارية والثقافية:
ترد في هذا الديوان الشعري مجموعة من المكونات الحضارية والثقافية المتعلقة بالإنسان الأمازيغي بمنطقة الريف ، والتي تتصل بالعادات والتقاليد والأعراف في مختلف مجالات الحياة، كذكر أنواع من الألبسة الأمازيغية، مثل: ثاسبناشت(الخمار) ، وثيسغناس(الحلي)، وأحزام(الحزام)، وثخاذانت(الخاتم)، ولحاف(اللحاف)… وتقاليد الطعام: ءاندو(حمال الطعام)، وثازوظا(القصعة)…
وترد في الديوان أيضا ملامح ثقافية أخرى ، مثل: أماينو(السنة الجديدة عند الأمازيغ)، وأمزروي (الشاعر)، وهلالارو( طريقة لتنويم الطفل)… وكل هذه المؤشرات تعكس لنا بكل وضوح البيئة الريفية في تضاريسها الحضارية المختلفة ، وتستجلي لنا تنوعها الفلكلوري والوجودي والأنتروبولوجي والثقافي.
المكونـــات الفنيـــة والجمالية:
يستعمل الشاعر الحسن المساوي في ديوانه الشعري الجديد مجموعة من الأبنية العروضية المتنوعة إيقاعا وتنغيما، كتوظيف الميزان السباعي(رميزان سابعا) في قصيدة” ءامهيار/ المتألق” كما في هذا البيت:
مَــانايا خَــانَــاغْ ذَاطَّــاسْ
ما/نا/يا/خا/ناغ/ذا/ طاس
1/2/3/4/5/6/7
ونفس الميزان نلفيه في قصيدته: “ءامي يامي”:
ءامِّي يامِّي .. ءامِّي يامِّي
ءا/مي/يا/مي/ءا/مي/ يا/مي
1/2/3/4/5/6/7
وقد يوظف الشاعر الميزان السداسي (رميزان ساتا) كما في هذا البيت الشعري:
رَابْـــدَا ذِ يشَـــامَّـــــاثَــــانْ
راب/دا/ ذي/شا/ما/ثان
1/2/3/4/5/6
وقد يوظف الشاعر الميزان لابويا باثني عشر قدما(رميزان ثنعاش):
ءيوا كَّــارْ زَا- كِّــيضاسْ ءانْــدارْ خَافَــاشْ رَاعْــكَازْ
ءي/وا/كار/زا/كي/ظاس/ءان/دار/خا/فاش/راع/كاز
1/2/3/4/5/6/7/8/9/10/11/12
ويعني هذا أن الشاعر الحسن المساوي أصبح شاعرا مجددا على مستوى البنية الإيقاعية، فتارة يستعمل الإيقاع العروضي التقليدي، وتارة أخرى يستعمل الإيقاع العروضي المتحرر ( رميزان ءينوفسران).
ويوظف الشاعر الحسن المساوي على مستوى القافية مجموعة من الحروف الإيقاعية المنسجمة مع لغة الشعر الأمازيغي ونغماته المتلونة كما في الحروف التالية: النون، والميم، والراء، والسين، والشين، والزاي، والضاد، والتاء، والثاء، والغين…..وهي نفس القوافي المهيمنة والسائدة في الشعر الأمازيغي بصفة عامة والريفي بصفة خاصة. مع العلم أن بعض هذه القوافي لا تستعمل في الشعر العربي كثيرا كالثاء والضاد والغين والشين، وتسمى بالقوافي المتنافرة أو القوافي غير المرغوب فيها؛ وذلك بسبب تنافرها وصعوبتها وشذوذها.
وبهذا، نلفي الشاعر يلتزم بالقافية الموحدة على غرار الشعر العربي القديم تارة، أو ينوعها مثل الشعر الحر تارة أخرى كما في قصيدة “ءاخزيت/ لعنة”:
ءخْــزيتْ زِيرْمَـــاخْــزاَنْ نْ- يــيضا
ماني ما ثوحَــاذْ ءاتَـــافَــــاذْ فيـــــلا
ءيجَّــانْ ءيكَــاسِّي ءيجَّــانْ ياسْــروسا
ءيجَّـــانْ يَــاقَّــارْ ءارْحَــامْ ذِيهـــا
ءيجَّــانْ ياقَّــارْ سْقارْ رَاجـــا
كما يستعمل الشاعر الحسن المساوي الموشح الرباعي كما في هذه القصيدة، والتي بعنوان” سيوراناغ / حدثنا “:
سِـيـوْرانَــاغْ خَا- ِّديــنْ سِيوارْ خْ- موحامَّــاذْ
سِـيــوْرانَــاغْ خَا- لْقُـــورءانْ حُــوما مَّارَّا ناكْــواذْ
سِـيـوْرانَــاغْ خَا- رابي حُــوما ءانَاكَّــا نَـــاعْـــبَََــــــاذْ
سِـــيوْرانَــاغْ خَا- ثْــماسي حُــوما وَارَانـْــــشَــــامَّــاذْ
سِيوْرانَــاغْ خَا- جَّـــانَّـــاثْ حُـــوما ءانَــاكَّارْ نَــــاخَـــاذَامْ
حُـوما ءانَـاكَّارْ نويورْ ذَا- كَّـــابْــريذْ نْـــــسَـــاكَّــــامْ
ءاذْ يَـــاصْفا وورْ نَّـــاغْ ءامْ وَامانْ نْزَامْـــــــزَامْ
ءانَـــاكَّــاثْ فوسْ ءاكْـــفوسْ ءانْـــمونْ مَارَا ثَــاخْــسَامْ
ءارَابي ياوْشَــــانَاغْ مِينْ ذانَــاغْ ءيخَـــــاسَّــــــانْ
ءاموضارْ ءاموفوسْ مِينْ ذانَـــاغْ ءينَــــاقْـــسَـــانْ
غَـــانَــاغْ رَا- ثِزَامَّـــارْ ميِنْ ذانَـــاغْ ءيتــــــاقْـــسَــانْ
ثَـــامَــزْييــذا ثارْزَامْ ناشين مَّارَّا ناسَّــــــــــــــانْ
وَاخَـــافَــسْ ءاعَـــاسَّاسْ وَاخَــافَسْ رْمَـــــــاخْــزَان
موحاماذ النابي وانِّي خَـــانَاغْ ءيعِـــــــيـــزَّانْ
ءاوارْ نَّــاسْ يَــاصْــفا مَّارَّا ءيسَــــاكاَّذْ ياوْزَانْ
ءامَـــاشْــنا وْ نُّوقــــاَثْ ذيِثَـــانْدوتْ نْ- رَاوْزَانْ
فهذه القصيدة في بنائها التركيبي والعروضي رباعية المقاطع (دددد/م م م م/ ن ن ن ن/ن ن ن ن) على غرار الموشح أو الشعر الأجنبي المقطعي.
ويلتجئ الشاعر كذلك إلى توظيف التكرار والتوازي بكثرة ، وذلك إلى جانب الاشتقاق المتشابه والتجانس الصوتي كما في قصيدته” ءامي يامي”:
شحارْ ذَاعَــايَّــــاذْ .. ءامِّي يامِّي
شحارْ ذَامَـــاطَّا .. ءامِّي يامِّي
شحارْ ذَا- صْــبارْ ..ءامِّي يامِّي
شحارْ تِّــيــكَـــاسِّــيثْ .. ءامِّي يامِّي
شحارْ تَّــارَابوثْ .. ءامِّي يامِّي
بل نجد الشاعر يشغل ظاهرة التنغيم الصوتي تبئيرا وتصويتا، واللعب بالكلمات الموسيقية عن طريق التكرار والتجناس الصوتي والاشتقاق ، وذلك مثل:
ثوخُّونا .. بْطايْ طايْ
ءامَــانْغي.. بْطايْ طايْ
رَافْـــضَـاياحْ .. بْطايْ طايْ
ثارَاوْرا .. بْطايْ طايْ
ثَــاغَــاشَّاشْــتْ .. بْطايْ طايْ
كما يوظف الشاعر الصور البلاغية المعروفة في الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف كصورة التشبيه التي تعتمد على حرف “ءام” (الكاف):
ءانْــصَافَّا ثَــامَــادُّورثْ ءامَ ءارْحَــابْ ن ءارَّامانْ
نصفي حياتنا مثل حب الرمان
أو يستعمل التشبيه عبر ” أمشناو” مثل”:
ءاوارْ نَّــاغْ نَّـــاتَّاثْ تِّــيفِــيناغْ ءامَـــاشْـــناوْ ءاقَـــارْطاسْ
كلامنا هو تيفيناغ الذي يكون مثل الرصاص
ويستعمل الشاعر الاستعارات للتشخيص والأنسنة، وخلق عالم مجازي تخييلي مليء بالإيحاءات التخييلية ، مثل هذه الاستعارات النصية:
ثْفوشْتْ ءاوْلايالاهْ ناشينْ ذَاياسْ نْقادجَّا
ثِيذي ناغْ ذْرَابْحارْ ياذْرا قاعْ ثِيمورا
نتقلى في حر الشمس
عرقنا يتصبب مثل البحار فيغطي كافة الأرضين
ويكثر الشاعر من توظيف التناص والاقتباس، وتشغيل المستنسخات النصية التناصية، والتي تحيل على المعرفة الخلفية للشاعر كما في قصيدة” ءاراندان/ رمضان”، والتي وظف فيها مجموعة من الشخصيات الرمزية المرجعية ، والتي تعبر عن نقاوة الإسلام واستقامة الصحابة كما في هذه الأبيات الشعرية، والتي يحيل فيها على خديجة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان:
ثْــفَــارْحَــاسْ خاديــجة ذْعومَـــارْ ذْعُــوثْمانْ
ءيفَارْحَـــاسْ ءومَازْيانْ ءيفاَرْحَـــاسْ ءومَاقْــرانْ
يانْــقَـارَادْ خَــانَاغْ ءويورْ ثِيواشا ذَ- رَّنْـــدانْ
وتعتبر قصيدته” ءاشثي ءازرو/ خذ الحجارة” من أجمل القصائد الرمزية في هذا الديوان، والتي تتجاوز في بعض الأحيان التقريرية الطاغية إلى حد ما في بعض قصائد الديوان ، وتعويض ذلك بالإيحائية والشاعرية العلاماتية والوظيفة الشعرية الحقيقية.
ويحيل الديوان كذلك على بعض الشخصيات الأمازيغية المعروفة في التاريخ القديم كيوبا وماسينيسا وعبد الكريم الخطابي وعمر المختار كما في قصيدته” ءيني ناش ذامازيغ/ قل بأني أمازيغي”.
خاتمـــــة:
يتبين لنا ، من خلال هذا الديوان الشعري الجديد” ءاسيرام/ الأمل”، أن الشاعر الحسن المساوي يحمل رؤية انتقادية إصلاحية إسلامية منفتحة على المحلي والجهوي والوطني والقومي والإنساني. كما تصدر رؤية الشاعر في هذا الديوان عن رؤية تفاؤلية قوامها التغيير والإصلاح ، وبناء المستقبل المأمول، والاطلاع على الغد المشرق المعسول.
كما يشغل الشاعر أبنية عروضية وموسيقية وفنية وجمالية جديدة وحديثة ، وذلك عبر توظيف الانزياح والرموز المشعة الموحية، وخرق المألوف العادي، والإكثار من التوازي الصوتي، واللعب على التنغيم والتنبير الموسيقي. وبهذا، يستحق الحسن المساوي فعلا أن يكون أمير شعراء منطقة الريف بلا منازع كما وكيفا ونقدا.